كشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ عملية نوعية أُطلق عليها “كمين كسر السيف”، استهدفت قوة عسكرية إسرائيلية شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل جندي وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة.
وأوضحت الكتائب في بيان عبر قناتها على “تلغرام”، أن مقاتليها نصبوا كمينًا مركبًا يوم السبت استهدف مركبة عسكرية من نوع “ستورم” تابعة لوحدة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة بقذيفة مضادة للدروع، مما أدى إلى إصابات مؤكدة في صفوف القوات المستهدفة.

وأضاف البيان أن قوة إسناد إسرائيلية وصلت إلى الموقع لإنقاذ الجنود تعرضت لانفجار عبوة مضادة للأفراد من نوع “تلفزيونية 3″، وأسفر الانفجار عن سقوط قتلى وجرحى.
كما استهدف مقاتلو القسام موقعًا عسكريًا مستحدثًا لقوات الاحتلال في المنطقة ذاتها بأربع قذائف RPG، إضافة إلى وابل من قذائف الهاون.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل جندي في الكمين، وهو من وحدة قصاصي الأثر في اللواء الشمالي بفرقة غزة، إضافة إلى إصابة ثلاثة جنود آخرين بينهم ضابطة ومسعفة بجراح خطيرة. ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، وقع الكمين داخل المنطقة العازلة القريبة من السياج الحدودي، حيث يُعتقد أن المقاومين تسللوا من نفق لم يُكتشف بالكامل.
وأشارت التحقيقات الإسرائيلية إلى أن الكمين بدأ بإطلاق قذيفة RPG على مركبة تقل مجندات من وحدة جمع المعلومات، تلا ذلك انفجار عبوة ناسفة استهدفت قوة الإنقاذ. وتمت العملية بالقرب من موقع عسكري يُعرف بـ”مك 40″، كانت قوات الاحتلال تعمل على تدمير نفق مكتشف حديثًا فيه.
وتشير التقديرات إلى أن المقاومة استغلت فتحة غير مكتشفة من النفق لتنفيذ الهجوم، حيث رُصدت المركبة العسكرية وهي تسلك طريقًا إداريًا بين الموقع والسياج، في منطقة من المفترض أن تكون محصنة أكثر.
وبحسب المعلومات، كان قائد اللواء الشمالي في جيش الاحتلال، عمري مشيح، في موقع قريب لحظة وقوع الهجوم. وبعد نحو نصف ساعة من بدء عمليات التمشيط في المنطقة، انفجرت عبوة ناسفة أخرى استهدفت فريق قصاصي الأثر، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر.
ويُرجح أن العملية تمت عبر نفق مرتبط بمنطقة تقع بين مستوطنتي “نير عام” و”مفلسيم”، حيث كثّف جيش الاحتلال مؤخرًا نشاطاته لاكتشاف أنفاق، وهو ما قد يكون دفع المقاومة إلى تسريع تنفيذ العملية.
ووفقًا لإحصاءات رسمية إسرائيلية، ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال منذ بدء الحرب إلى 848 جنديًا، وسط شكوك متزايدة بشأن دقة الأرقام المعلنة رسميًا مقارنة بالخسائر الفعلية.
وتأتي هذه العملية في وقت تنفذ فيه فرقة الاحتياط 252 مهامًا لإنشاء “منطقة أمنية جديدة” على طول الحدود، تضم مواقع عسكرية متقدمة تمتد على مسافة 65 كيلومترًا، من كرم أبو سالم جنوبًا حتى زيكيم شمالًا.
🔻 وتُعد هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ أكثر من شهرين، حيث قُتل آخر جندي إسرائيلي في السادس من فبراير، فيما كانت آخر خسارة بشرية مباشرة في مواجهة عسكرية بتاريخ 13 يناير، حين قُتل خمسة جنود بانفجار مبنى في بيت حانون.