الخميس – غزة
في تطور لافت، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن استلامها مقترحًا جديدًا قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، يتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار في قطاع غزة، وسط مؤشرات على قبول إسرائيلي مشروط وضغط دولي متصاعد لإنهاء الحرب.
تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة
وفقًا لمصادر إعلامية وتصريحات مسؤولي حماس، ينص مقترح ويتكوف على وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا كمرحلة أولى، يتخللها:
- الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين على دفعتين (5 في اليوم الأول و5 في اليوم الستين).
- تبادل جثث بين الطرفين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
- انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من قطاع غزة وفق تفاهمات تم التوصل إليها مسبقًا في يناير الماضي.
- ضمان تنفيذ الاتفاق من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال المرحلة الأولى، ثم انتقال ضمانة استمرار التهدئة إلى وساطات دولية في إطار رؤية سياسية أوسع.
حماس: ندرسه بمسؤولية.. ولا تنازل عن مصالح شعبنا
حماس أكدت أنها تدرس المقترح بمسؤولية وبما يضمن مصالح الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن أولوياتها تشمل:
- تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
- انسحاب الاحتلال الكامل من القطاع.
- تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة.
- إدارة الشؤون المدنية للقطاع عبر لجنة مهنية محايدة فور الإعلان عن الاتفاق.
في السياق ذاته، قال باسم نعيم عضو المكتب السياسي للحركة إن “المقترح متوازن نسبيًا، ويحقق الأساسيات التي طالبت بها حماس منذ بداية العدوان”، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال.
نتنياهو يوافق.. لكن الصمت يلف الرد الرسمي
من الجانب الإسرائيلي، كشفت وسائل إعلام عبرية أن بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات المحتجزين بموافقته على المقترح، في حين أوضح البيت الأبيض أن “إسرائيل وافقت على المبادرة، وحماس لم ترد بعد رسميًا”، مضيفًا أن المحادثات لا تزال جارية، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى “عودة جميع الرهائن”.
أبعاد وتداعيات محتملة للمقترح:
1. على المستوى الإنساني:
الاتفاق قد يفتح المجال لتدفق المساعدات بشكل منتظم، وتخفيف الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة منذ شهور.
2. سياسيًا:
دخول دونالد ترامب على خط الضمانات قد يكون محاولة لتعزيز حضوره في السياسة الخارجية، وربما استغلال الملف الفلسطيني انتخابيًا، في ظل تحضيراته لولاية رئاسية ثانية.
3. أمنيًا:
انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال، مع وقف إطلاق النار، يُعد اختبارًا عمليًا لمدى التزام الأطراف، وسط مخاوف من خروقات قد تعيد التصعيد.
4. إقليميًا:
نجاح المقترح قد يُعيد تشكيل أدوار الوسطاء الدوليين، ويقلل من حضور بعض القوى الإقليمية المنافسة على ملف غزة.
هل يُكتب النجاح للمبادرة أم نعود إلى دائرة النار؟
في ظل التردد الإسرائيلي من جهة، والتمهل الحمساوي من جهة أخرى، تبقى فرص نجاح اتفاق ويتكوف مرتبطة بالتزام جميع الأطراف، وضمانات التنفيذ الفعلية، لا سيما في ظل فقدان الثقة المتراكم خلال مراحل الحرب.
الكرة الآن في ملعب القرار السياسي، فإما إنهاء حقيقي للعدوان أو هدنة مؤقتة تسبق جولة أكثر دموية.