كشفت شبكة CNN نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة في المخابرات الأمريكية أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة مؤخرًا ضد ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، لم تنجح في تدمير البنية الأساسية لبرنامج طهران النووي، وإنما أدت فقط إلى تعطيله مؤقتًا لعدة أشهر.
هذا التقييم، الذي أثار جدلًا واسعًا، نفته المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، واصفة إياه بأنه “خاطئ تمامًا”، في إشارة إلى استمرار الرواية الرسمية الأمريكية حول “النجاح الكبير” للهجوم.
أضرار محدودة.. وتعقيد أكبر للمراقبة الدولية
في السياق ذاته، نشرت وكالة بلومبيرغ تقريرًا أكدت فيه أن الهجوم، رغم ما خلفه من دمار جزئي، قوّض مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تتبع أنشطة إيران النووية، لا سيما بعد فقدان أدوات الرقابة وانعدام الرؤية حول المواقع المتضررة.
وأضافت الوكالة أن القصف أحدث تحديًا استخباراتيًا جديدًا يتمثل في محاولة تحديد مواقع التشغيل الفعلية للبرنامج النووي، خاصة في ظل المؤشرات على احتمال نقل إيران أنشطتها الحساسة إلى منشآت سرية أكثر عمقًا تحت الأرض.
صور أقمار صناعية: أضرار سطحية وفجوات غير حاسمة
أظهرت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية من موقعي فوردو ونطنز علامات على الأضرار:
- فوهات وانهيارات في مداخل الأنفاق.
- حفرة جديدة بقطر 5.5 متر ظهرت في موقع نطنز فوق منشأة تحت الأرض.
لكن الصور لم تؤكد بشكل قاطع أن الضربات اخترقت المنشآت المحصنة، خاصة مع وجود تقارير بأن بعض البنى التحتية، مثل أنظمة التهوية، لم تتأثر.
كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لم يُسجل أي تسرب إشعاعي في المواقع المستهدفة، ما يدعم رواية طهران بأن المواد النووية لم تُمس.
منشأة جبل الفأس: موقع نووي جديد في قلب الجبل؟
في تقرير لصحيفة معاريف الإسرائيلية، جرى الكشف عن منشأة إيرانية يُعتقد أنها أكثر تحصينًا من فوردو، تُعرف باسم “منشأة جبل الفأس”، تقع جنوب نطنز، وتُبنى داخل الجبل بمدخلين أو أكثر، ما يجعلها أكثر مقاومة للقصف الجوي.
تشير الصحيفة إلى أن هذه المنشأة ربما باتت الموقع المفضل لإيران لتسريع نشاطها النووي بعيدًا عن الرقابة الدولية، وسط حديث على منصات التواصل أن إيران لم تكن تراهن على فوردو كنقطة الانطلاق نحو القنبلة.
الرد الإيراني: البرنامج سليم.. والمواد الحساسة نُقلت مسبقًا
في أول تعليق رسمي، قال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، إن مخزون اليورانيوم المخصب لم يتأثر، فيما نقلت وكالة رويترز عن مصدر إيراني أن المواد النووية الحساسة تم نقلها من فوردو قبل الضربة، في خطوة احترازية سبقت الهجوم الأمريكي.
إبطاء لا إنهاء.. والقلق يتصاعد
الضربات الأمريكية والإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني لم تحقق هدف “الشلل التام”، بل يبدو أنها أعادت توزيع مسرح العمليات تحت الأرض، مع زيادة تعقيد مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورفع مستوى التوتر الإقليمي.
وبينما تدّعي واشنطن أن العملية أضعفت قدرات إيران النووية، تُظهر الوقائع الميدانية أن سباق الظل نحو القنبلة لم يتوقف… بل أصبح أكثر خفاءً وصعوبة في الرصد.